من قلب الأمومة .. كيف تقنعي طفلك بالاستغناء عن الحلويات؟

كتبت / مايسة عبد الحميد
في زمن تغزو فيه الحلويات اللامعة رفوف المتاجر، وتملأ الإعلانات شاشات الأطفال بألوانها الجذابة، تجد الأم نفسها في معركة يومية لإقناع طفلها بأن هذه القطع الصغيرة اللذيذة ليست كما تبدو. فكيف يمكن للأم أن تنتصر في هذه المعركة دون أن تتحول إلى “الشريرة” في نظر طفلها؟ إليكِ خطوات ذكية ومجربة تجمع بين الحب، والحكمة، والذكاء.
أولًا: افهمي دوافع طفلك
الحلويات ليست مجرد طعام بالنسبة للأطفال، بل هي تجربة ممتعة، مليئة بالسكر والفرح! لذلك، قبل أن تقنعيه بالتخلي عنها، احرصي على فهم دوافعه: هل يأكلها لأنه يشعر بالملل؟ هل تمثل له مكافأة؟ هل يراها عند أصدقائه؟ هذه الأسئلة ستساعدك على وضع خطة واقعية ومؤثرة.

ثانيًا: كوني قدوة
لا يستطيع الطفل أن يقتنع بكلام يُخالف أفعال أمه. إذا أردتِ منه تقليل الحلويات، فابدئي بنفسك. اجعلي طعامك مليئًا بالفواكه والخضروات، وتجنبي تناول الحلويات أمامه، خاصة كوسيلة للتسلية أو مكافأة.
ثالثًا: اشرحي له بلغة بسيطة
الطفل لا يفهم مصطلحات مثل “السكر يضعف المناعة” أو “يسبب تسوس الأسنان” ما لم تترجميها إلى أمثلة قريبة من خياله. قولي له مثلاً:
“عارف إن السكر زي الوحش الصغير اللي بيهاجم أسنانك وأنت نايم؟”
أو: “السكر كتير بيخلي الجسم يتعب ومش يعرف يلعب كويس.”

رابعًا: بدائل ذكية ومغذية
بدلاً من المنع المباشر، جهزي بدائل طبيعية تُشبع رغبة الطفل في الطعم الحلو، مثل:
شرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني
الزبادي بالعسل الطبيعي والفاكهة
عصائر طبيعية منزلية
مكعبات الجزر والخيار بطرق تقديم مبتكرة
اجعلي تقديم الطعام ممتعًا، مثلاً باستخدام قوالب بأشكال الحيوانات أو الألوان المبهجة.

خامسًا: اشركيه في التحضير
دعوة الطفل للمشاركة في إعداد الوجبات الصحية يُشجعه على تناولها. اجعليه يختار فاكهته المفضلة، أو يصنع معك سموذي لذيذ. هذا يعزز ارتباطه العاطفي بالطعام الصحي، ويمنحه شعورًا بالسيطرة والاختيار.

وأخيرًا: لا للحرمان.. نعم للتوازن
ليس الهدف منع الطفل تمامًا من الحلويات، بل تعليمه أن الاعتدال هو الحل. يمكنكِ تخصيص “يوم حلويات” مرة أسبوعيًا، مع الحديث الدائم عن أهمية التغذية الجيدة للجسم والدماغ والنشاط.

المعركة ضد السكر ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة. السر يكمن في الحب، والصبر، والذكاء. اجعلي هدفكِ أن تزرعي الوعي في عقل طفلك، لا أن تفرضي السيطرة على اختياراته. حينها، ستفاجئين بطفلك وهو يقول: “ماما، أنا مش عايز شوكولاتة.. عايز موزة!”






