الصديق الحقيقي: وجهٌ لا يتغيّر في كل الفصول

كتبت: دنيا أحمد
الصداقة من أعظم النِّعَم التي يمنّ الله بها على عباده، وهي رابطة لا تُبنى على المصالح أو الظروف، بل على المحبة الصادقة والوفاء. لكن في زمن تغيّرت فيه الوجوه وتبدّلت فيه القلوب، أصبح من الصعب تمييز الصديق الحقيقي من الزائف، فكيف نعرف الصديق الصادق الذي يستحق أن نُسميه “أخًا لا ولدته أمك”؟
من هو الصديق الحقيقي؟
الصديق الحقيقي هو الذي يكون معك في أوقات الشدة قبل الرخاء، الذي يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، لا يحسدك ولا يغار منك، بل يدفعك نحو النجاح ويذكّرك بالله إن نسيت. هو الذي لا يتغيّر عليك إذا تغيّرت ظروفك، ولا يتخلّى عنك عندما تخذلك الدنيا.
قد لا يرافقك كل يوم، لكنه حاضر بقلبه دائمًا، وإن احتجته وجدته إلى جانبك دون أن تُناديه.

علامات الصداقة الصادقة:
1. الصدق في الحديث والنصيحة: لا يجامل على حساب مصلحتك، بل يقول لك ما يجب لا ما تحب.
2. الوفاء عند الغياب: لا يغتابك، ولا يسمح لأحد أن يذكرك بسوء.
3. الثبات في المواقف: لا يختفي إذا ساءت أحوالك، بل يكون أول من يمد لك يد العون.
4. الستر عند الزلل: يصون أسرارك، ويغفر لك أخطاءك، ولا يفضح زلاتك.
5. الدعاء في الخفاء: يتمنى لك الخير دون أن تنتظر منه شيئًا.

في النهاية، الصديق الحقيقي عملة نادرة في هذا الزمان، لا يُقاس بطول العشرة، بل بمواقف الوفاء. فابحث عن من يُحبك بصدق، ويحفظ غيبتك، ويشد من أزرك، وكن له أنت أيضًا صديقًا حقيقيًا.
فكما قيل: “الصداقة لا تُقاس بعدد السنين، بل بصدق المواقف.”






