الدولار وإنخفاض الجنيه المصرى وإرتفاع معدل التضخم وإنهيار الإقتصاد العربي
كتب : شريف مسعود
ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تجاه الأصول الروسية في كل منهما هو درس صادم وقاسي للعرب ..
الغرب يستولي الآن علي كل الممتلكات الروسية الحكومية
وحتي الممتلكات الخاصة ومصادرتها لحسابه ، هذا معناه أنه بالورقة والقلم ومع أول مشكلة جذرية تطرأ مع الغرب سيفقد العرب ، قرابة ٢٠ تريليون دولار دفعة واحدة وهي حجم إستثماراته في الغرب ٢٠ تريليون دولار من حجم الإقتصاد العالمي المقدر بـ ٩٤ تريليون دولار هي للعرب ، ٢٠ الف مليار دولار ، رقم لا يُمكن تصوره.
المملكة العربية السعودية كمثال لدولة غنية .. بشكل مُعلن المصرف المركزى السعودي وحده يستثمر في الولايات المتحدة وحدها قرابة ٧٠٠ مليار دولار وصندوق الاستثمارات العامة المرتبط بولي العهد يستثمر قرابة ٣٠٠ مليار دولار أي أن الحكومة وولي العهد السعودي وحدهما يستثمران بشكل مُعلن قرابة تريليون دولار في أمريكا وحدها .. يأتي خلفهما قائمة لا تنتهي من استثمارات آلاف رجال الأعمال السعوديين بتريليونات أخري هذا في أمريكا وحدها ما بالك بأوروبا كلها.
الدول العربية اشترت أذون وسندات فقط من الخزانة الأمريكية بمئات المليارات من الدولارات يعني بدفع فلوس للحكومة الأمريكية تمشي بيهم حالها وأبقي آخدهم منها بفايدة بسيطة علي مدة من ٣ – ١٢ شهر للأذون ومن ٢ – ٢٠ سنة للسندات ، ٢٠ تريليون دولار أكثر من نصفهم يعود إلي الأُسر المالكة في كل من المملكة والإمارات وقطر والكويت.
يبدو الرقم صعب الإستيعاب ، لكن سأقربه لك ، جمهورية مصر العربية كمثال لدولة مدينة بالديون ، عجز الموازنة العامة المصرية الذي يضطر الدولة إلي الإقتراض باستمرار
وتراكم الديون يعادل ١٣٤ مليار جنيه مصري في ٢٠٢١، أي حوالي ٧.٥ مليار دولار علي السعر الجديد ..
واستثمارات العرب في أوروبا وأمريكا ٢٠ ألف مليار دولار بالضبط كأن العرب معهم ٢٠ الف جنيه يتاجرون بهم لو أعطوا لمصر منهم كل سنة سبعة جنيهات ونصف فقط ستحميها من الديون وتُنعش إقتصادها بشكل مهول.
أما لو تكرموا عليها وأنفقوا ببذخ وأعطوها من العشرين ألف التي يتاجرون ١٥٠ جنيه لمرة واحدة فقط في العمر ، ما بقي عليها دولار واحد للخارج، ولانتهت جميع مشاكلها الإقتصادية للأبد وما تبقي فيها فقير واحد ولا مواطن واحد غير قادر علي التعليم أو العلاج.
لك أن تتخيل ماذا ستفعل الـ ١٥٠ جنيه من العشرين ألف التي تملكها لو منحتها لـ مصر التي تدفع كل صباح ١.٥ مليار جنيه فوائد فقط لهذا الدين ، ليس لسداد أصل الدين ، بل لسداد فوائده فقط .. تستيقظ كل صباح مطلوب منها توفير مليار ونصف لتدفع فوائد الدين فقط عن هذا اليوم.
الآن لن أقول ماذا لو إستثمر العرب هذا المال في أراضيهم فلو حدث لكان متوسط دخل المواطن العربي في مقديشيو بالصومال مثلاً يعادل ١٠ أضعاف متوسط دخل المواطن الأوروبي في استوكهولم بالسويد ..
لكن لكل شخص الحق في إدارة أمواله بالطريقة التي يري أنها الأفضل ، كان بحثاً مُوجعاً جداً خاصة عندما تعلم أن دولة عربية واحدة غنية تبرعت لحدائق الحيوان والمحميات الطبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام واحد بمبلغ يُعادل ٤ أضعاف ما تبرعت به لكافة الدول العربية الفقيرة منذ نشأتها.