العارف بالله طلعت يكتب: مصر من أولي الدول التي اعترفت بجمهورية موزمبيق
تقع جمهورية موزمبيق جنوبي شرق إفريقيا يحدها من الجهة الشرقية المحيط الهندي ومن الجهة الشمالية تنزانيا ويحدها من الشمال الغربي زامبيا ومالاوي ومن الغرب زيمبابوي وتقع سوازيلاند وجنوب إفريقيا في جنوبها الغربي.
تعود العلاقات المصرية – الموزمبيقية إلي فترة ما قبل تحرير موزمبيق في أواخر الخمسينات والستينات حيث استضافت مصر عددا من حركات التحرير الموزمبيقية التي اتحدت فيما بعد في تنزانيا لتكون حركة تحرير موزمبيق المعروفة باسم “الفرليمو” في منتصف الستينات. كما استضافت كوادر جبهة التحرير الموزمبيقية “الفرليمو” بعد تكوينها وقدمت لهم العون السياسي والفني اللازم لإعدادهم لمرحلة النضال من أجل التحرير واستمرت العلاقات المصرية – الموزمبيقية خلال فترة حرب التحرير من خلال إمداد حركة تحرير موزمبيق بالسلاح والتدريب.
تتسم العلاقات بين مصر وموزمبيق بالمتانة على ضوء دعم مصر التاريخي لنضال الشعب الموزمبيقي من أجل الاستقلال وكون مصر إحدى أوائل الدول التي أقامت سفارة لها في مابوتو عقب استقلال موزمبيق مباشرة عام 1975.كما تحرص القيادة السياسية في مصر على تنشيط العلاقات السياسية الاقتصادية والثقافية الثنائية وكانت مصر من أولي الدول التي اعترفت بجمهورية موزمبيق المستقلة في عام 1975 .
وافتتحت سفارتها في مابوتو في سبتمبر من نفس العام كسادس سفارة تفتح في العاصمة الجديدة وأول سفارة عربية.
والعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين ودعم جهود التنمية الاقتصادية في موزمبيق في مجالات تطوير البنية التحتية من خلال الخبرات المتوفرة للشركات المصرية في هذا المجال.
وقد اتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل لتنفيذ الأهداف التنموية في مختلف المجالات المنصوص عليها في أجندة 2063 وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثّل أولوية للدول الإفريقية. وتعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات وتكثيف الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ودعم الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأشادة الوزير الأمنى الموزمبيقي بالجهود الدؤوبة التي تبذلها وزارة الداخلية المصرية لترسيخ مناخ الأمن والاستقرار بالبلاد وتميز أجهزتها في مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم الجنائية كما أكد على تطلعه لتوسيع قاعدة استفادة أجهزة الأمن ببلاده من الخبرات الأمنية والتدريبية المصرية في عدد من المجالات الشرطية محل الاهتمام خاصة في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي.
وارتفاع قيمة التجارة بين مصر وموزمبيق ليصل إلى 30 مليون دولار عام 2022 مقابل 16.1 مليون دولار عام 2021بنسبة ارتفاع درها 85.8%.
وارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى موزمبيق لتصل إلى 29.1 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 13.32 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 118.8%.
والتجارة بين مصر وزامبيا ترتفع لـ 328,9 مليون دولار خلال 2022
بنمو 20.4%.. التجارة بين مصر ودول الكوميسا تصل لـ 5.3 مليار دولار
وانخفضت قيمة الواردات المصرية من موزمبيق لنحو 950 ألف دولار خلال عام 2022 مقابل 2.82 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة انخفاض قدرها 66%.
تعتمد الموزمبيق باقتصادها على العديد من القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية ويعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات التي تزيد من اقتصاد البلد.
وتشتهر هذه البلاد بالعديد من الزراعات والمحاصيل ومن أهم هذه المنتجات: الذرة والشاي والقهوة والعديد من المنبّهات وقصب السكر وجوز الهند والقطن وبعض أنواع الفاكهة الاستوائية والبطاطا. ومن المنتجات الحيوانية لحوم الأبقار والدواجن.
وتتميز الموزمبيق بالصناعةحيث إنها تعمل على صناعة المشروبات والعديد من الأغذية8 وتعتمد كذلك على صناعة المواد الكيميائيّة مثل: الأسمدةوأنواع متعدّدة من الصابون والدهانات والإسمنت والعديد من أصناف المنسوجات.وصناعة العديد من منتجات البترول والألمنيوم أما بالنسبة للقطاع السياحي فينمو بازدياد بسبب الاستثمار والسياح الأجانب حيث إن البرازيل وبلجيكا وإسبانخيا والبرتغال هي الوجهة الأولى لهم لما تمتاز به بالعديد من الأجواء والمناسبات والفعاليات الرياضية.
كانت الموزمبيق من أفقر الدول بالعالم بسبب سوء الإدارة المتواجدة بتلك الفترة والحروب المتعدّدة الأهلية التي حلّت بالبلاد واستنزفت جميع الموارد الاقتصاديّة والزراعية وبعد حصول جمهورية الموزمبيق على استقلالها انتعش الاقتصاد بشكل واضح وأصبحت من الدول المصدرة للعديد من المنتجات بمختلف المجالات .
وعملت مصر على تدعيم أواصر العلاقات بين البلدين، وأثمر التعاون المصري – الموزمبيقي عن توقيع عدد من الاتفاقات
منها توقيع 5 مذكرات تفاهم في ديسمبر 2010 أثناء عقد الجولة الثانية من اللجنة المشتركة المصرية – الموزمبيقية في عدة مجالات منها في مجال الرياضة والتعاون الثقافي والتعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية المصري والمعهد العالي للعلاقات الدولية الموزمبيقية وفي مجال التعليم والسياحة عام 2008 والداخلية والبوليس عام 2006. وارسال وفد مصري لدراسة انشاء مشروع القرية الألفية في موزمبيق على غرار مشروع القرية الألفية في مصر وفي مجال الزراعة عام 2005 والعلوم والتكنولوجيا عام 1998 واتفاق التعاون في المجال الاقتصادي والفني عام 1998.