العوض الإلهي “قصة قصيرة” … بقلم: د.عبير منطاش
حسناء فتاة عمرها ست سنوات تعيش في إحدى دول الخليج تعرضت لحادث فقدت من خلاله بصرها وأصبحت كفيفة في تلك العمر، وهي تعيش مع عائلتها أب وأم وأخ..
حسناء هي الأخت الصغرى وشقيقها الأكبر هو مآذن يكبرها بخمس سنوات وبرغم أنه الولد الأكبر إلا أن الأب والأم كانوا يهتمون كثيرا بحسناء وبرعايتها خاصة بعد الحادث التي تعرضت له؛ هذا ما جعل شقيقها مازن يعتقد أنهم يحبونها أكثر منه فكان يتعمد مضايقاتها بإستمرار لكن الأب والأم كانوا يحاولون بكل جهدهم أن يبعدوا عنها أذاه.
ومرت السنوات وكبرت حسناء فتاة جميلة في سن الخامسة والعشرين ، متعلمة على خلق حنونة وكانت تقول لم أعد أهتم بفقدان البصر فأنا لاينقصني شيء.
إلى أن جاء اليوم المشؤوم الذي فقدت والديها في حادث سيارة وكان ذلك اليوم اسوأ يوم تعرضت له في حياتها.
ليس فقط لأنها فقدت والديها لكنها فقدت كل الدعم والإهتمام وأيضا فقدت حريتها فقد أصبح مازن شقيقها المتحكم في كل شيء يخصها.. عزلها مازن عن العالم من حولها خوفا من أن تتزوج وتطالب بميراثها وأصبحت حسناء وحيدة حزينة تعاني قسوة شقيقها وجبروته وكأنه ينتقم منها الاهتمام والديها بها أكثر منه.
ومرت خمس سنوات على ذلك الحال وحسناء لا تملك إلا الدعاء والتضرع إلى الله لكي تتحرر مما هى فيه من سجن وقهر ووحدة.
أنها فتاة تحلم أن تكون زوجة وأم و تخاف أن يجري بها العمر وهى ما زالت سجينة في بيتها.
كان مازن يرفض أي عريس يتقدم لها بحجة أنه يطمع في ورثها لكن الحقيقة أنه هو من يطمع في مالها ويخاف من فقدان السيطرة عليها.
إلى أن جاء يوم الذي غير كل شيء في حياة حسناء يوم أتهم فيه مازن بجريمة قتل وتم القبض عليه وتواصل مع المحامي الخاص به والمحامي قال له ليثبت براءته
لابد أن يثبت أنه كان في مكان آخر وقت الجريمة وبالفعل كان مازن مع حسناء في ذلك الوقت.
ولترتيب الأمر طلب المحامي مقابلة حسناء وبالفعل تمت المقابلة ومن خلال كلام المحامي معها عرف كل شيء عنها وعن حياتها مع شقيقها تأثر جدا المحامي بقصتها ومعاناتها خاصة أنه أعجب جدا بها وبعد تفكير قرر يساعدها ويستغل الفرصة فعرض على مازن صفقة أنه سيخرجه من هذه القضية في مقابل أن يتزوج شقيقته حسناء وأن يعطيها كل ميراثها.
وبالفعل وافق مازن ليخرج وينجو من حبل المشنقة ونفذ المحامي كلامه وخرج مازن من السجن وتزوجت حسناء من المحامي ورجع لها ميراثها ما أحلى العوض عندما يكون من الله إنه العوض الإلهي يا سادة اللهم عوضنا خيرا عوض يتعجب له أهل الأرض والسماء.