حمدي رزق يكتب: «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون»
بيان (وزارة التضامن) فى مصر يعبر تمامًا عن الموقف المصرى الإنسانى تجاه أشقائنا فى السودان الجريح.
تم إقامة مركز خدمة إغاثى إنسانى عبر معبر «أرقين» الحدودى، حيث تقدم فرق الهلال الأحمر المصرى خدمات الإغاثة والطوارئ، تشتمل على خدمات الدعم النفسى والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة ووسائل الاتصال التليفونية والشبكية بين العابرين من خلال المعبر، من مختلف الجنسيات وبين ذويهم، والإسعافات الأولية للعابرين، وتدبير وسائل مواصلات تمكنهم من الوصول إلى الجهة التى يرغبون، بالإضافة إلى إعادة الروابط العائلية.
مصر الكبيرة كعادتها فى المحن تنفر لغوث المنكوبين، بيان التضامن أعلاه، ترجمة لتوجيهات رئاسية تستبطن المصالح المصرية العليا فى الشقيقة السودان.
لاحظ (مركز خدمة إغاثى إنسانى)، التدقيق مهم فى اختيار الوصف، ليس معسكرًا للاجئين، السودانيون فى مصر بين أهلهم وناسهم، وفى مصر متسع لمن تقطعت بهم الأسباب.
وقبلا قال الرئيس السيسى، نصا «مصر لا يوجد بها معسكرات أو مخيمات للاجئين على الإطلاق.. مش بنقول عليهم لاجئين، دول ضيوفنا فى مصر»،
خلاصة القول «معندناش معسكرات لاجئين»، ليست فى القاموس المصرى، مصر بحر الكرم، معلوم، الكريم يبتدع أسبابًا للعطاء، والكرم المصرى من صنف فاخر، الكرم الحقيقى هو أن تعطى أكثر من استطاعتك، وأن تعطى ما أنت بحاجة إليه فعلاً.
مصر التى تعانى لا تبخل باللقمة مغموسة فى عرق العافية، تطعم بها من ضاقت بهم سبل العيش الكريم فى بلادهم فقصدوا مصر.
صحيح مصر ليست غنية بالمقاييس الاقتصادية، ولكنها كريمة بالمواصفات الأخلاقية، مصر كبيرة قوى، وحضنها حنين قوى، وشعبها كريم قوى، ورغم ضيقة ذات اليد، لم تتبرم.. وشعارنا فى ديارنا «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون».
ألمح بعض تويتات وتغريدات تخشى من مغبة النزوح المتوقع إلى مصر، وتتحسب لمآلاته فى ظل الضائقة الاقتصادية، مصر الكبيرة لا تتبرم بالوافدين نزوحا من هول الحرب، وتكرم وفادة من لجأ إليها، ولا تفرق بينهم وبين المصريين، فى قلوبنا مسكن، وفى عيشنا مأكل، هذه طبائع المصريين، ويصدق فيهم القول العميق، «الكريم لا يضام».
فيضان النيل علم المصريين العطاء من فيض الكريم، عطاء بلا حسابات ضيقة، وأجود من الريح المرسلة فى الكوارث.
لم يشعر السودانى يوما بأنه غريب بين أهله وناسه، بل شقيق وحبيب، «صاحب بيت» يفضلها عن بقاع الأرض، تطعمهم من جوع وتؤمّنهم من خوف.
ذوبان السودانيين فى موج المصريين، كالسكر مذاب فى ماء النيل، كرم المصريين يسبغ حياة المنكوبين بالأمن والأمان والاستقرار، يستريحون بعد شقاء على شاطئ النيل بعد شتات، وادخلوها بسلام آمنين.
بيوتنا مفتوحة للمحبين، ليس بيننا لاجئون، نبغض هذا الوصف على إخوتنا، ولا نتاجر بهم، لا نريد منهم جزاء ولا شكورا، نربت على الظهور المحنية من قسوة الحروب.
بيان التضامن (مذكورًا أعلاه)، فحسب تذكير للضمير العالمى بما تتحمله مصر صابرة دون مَنًّ وَلَا أَذًى، رسالة بعلم الوصول إلى العالم، مصر كبيرة قوى، مصر «قد الدنيا»، ولكم فيها ما سألتم.