حمدي رزق يكتب: المفتى «علام» فى الهند
لفت الاستقبال «الأسطورى» لمفتى مصر، الدكتور شوقى علام، فى الهند موقع (CNN بالعربى)، واحتل صفحته الأولى، وأفرد الموقع العالمى للزيارة تقريرًا مصورًا، يسجل الحفاوة البالغة التى لقيها فضيلته فى جامع «الفتوح» الواقع فى مدينة «المعرفة» بولاية «كيرالا»، والذى يعدُّ أكبر مساجد الهند قاطبة.
وخطب المفتى فى 300 ألف مُصلٍّ فى جامع الفتوح خطبة ضافية فاضت بسماحة الإسلام، والتعايش الإنسانى مع أصحاب الديانات الأخرى، وفيها من القواعد والمبادئ ما يحقق العدالة المطلقة، والمساواة التامة بين البشر، وأن يتمتع بنو الإنسان على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأديانهم بالحقوق والحريات بأنواعها.
لفتت خطبة المفتى، وهو نادرًا ما يخطب على المنبر، اهتمام الدوائر السياسية والإعلامية الهندية، التى احتفت بالخطبة والزيارة التى تأتى فى سياق استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز التواصل الدينى مع العالم.
زيارة على وقتها، والعلاقات المصرية الهندية تشهد مزيدًا من الانفتاح والتعاون المشترك، ما يرفد العلاقات الثنائية بطاقة روحية تُجلِّيها، وتواصل مستوجب بين القيادات الروحية فى البلدين، ما يمد العلاقات بمدد حضارى يدفعها إلى الأمام، ولاسيما أن الهند باتت تفوق الصين فى عدد السكان، القوة البشرية العظمى عالميًّا. (عدد سكان الهند 1.428 مليار نسمة، وهو رقم أعلى بقليل من سكان الصين البالغ عددهم 1.425 مليار نسمة).
جولات المفتى «شوقى علام» حول العالم من لندن إلى الهند مرورًا بالبوسنة وغيرها الكثير من العواصم الأوروبية، حاملًا رسالة مصرية، عنوانها «السلام والمحبة والعون الإنسانى»، جولات مهمة فى سياق التواصل الإنسانى، المفتى يحمل رسالة مصر إلى العالم، ويخطب بها على منابر عالية ليسمع العالم صوت مصر قبلة الأزهر الشريف.
عودة إلى الفيديو المصور الذى لفت نظر CNN وتظهر العمائم البيضاء الكثيفة فى ممرات شريفة تواليًا تستقبل فضيلته فى جولاته بين المراكز الإسلامية فى نسق فريد، ما يؤشر على حفاوة بالغة يستحقها المفتى علام، الذى يجتهد فقهيًّا لتجديد الخطاب الدينى وتأسيس منهج فتوى قوامه المقاصد الشرعية.
ومقاصد الشريعة أو مقاصد الشرع أو المقاصد الشرعية فى علم أصول الفقه هى ما قصده الشرع من الضروريات والحاجيات والتحسينات، ويُراد بمقاصد الشريعة الحِكَم التى مِنْ أجل تحقيقها ولإبرازها فى الوجود خَلَقَ اللّٰه تعالى الخَلْق، وبعث الرسل، وأنزل الشرائع وكلّف العُقلاء بالعمل أو التَرْك، كما يُراد بها مصالحُ المكلّفين العاجلة والآجلة الّتى شُرعت الأحكام من أجل تحقيقها.
المؤسسة الدينية الوطنية، وعمود خيمتها الأزهر الشريف، (وجناحاها دار الإفتاء ووزارة الأوقاف)، تشكل أحد مصادر القوى الناعمة المصرية، ولعلماء الأزهر الشريف، ومن كبارهم فضيلة المفتى، ورأسهم فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، مكانة مستحقة عالميًّا.
ليس أدَلَّ على المكانة من مثل هذه الاستقبالات أينما حطّت بالرجال الأجلاء الرحال، العمامة الأزهرية تستلفت الأنظار، وتستجلب الاحترام، وتُشرف بلادها فى الأصقاع البعيدة، (راجع فيديو CNN)، الذى يسجل الاستقبال الحافل لفضيلة المفتى فى الهند.. دليل على ما سجلناه أعلاه.
