مقالات

حمدي رزق يكتب: حدث في مدينة البط!

حمدي رزق يكتب: حدث في مدينة البط!

حمدي رزق يكتب: حدث في مدينة البط!
حمدي رزق

قبل أن تبدأ قراءة هذه السطور، فلتقل إنى صائم مرتين أو ثلاثًا..

فوجئ الخفير الأريب، الذى يتولى حراسة مخرات السيول بأطفيح، بقدوم محامٍ، برفقته تاجر خردة ومشرف عمال، باعتبارهم الفائزين فى مناقصة حكومية لشراء مخرات السيول بما عليها (فوق وتحت).

وتأسيسًا عليه، لهم الحق فى هدم الكبارى المعدنية (فوق المخرات) باعتبارها غير مستغلة.

الخفير بكل أريحية وافقهم، وشمر عن ساعديه، وعاونهم فى تفكيك اثنين من الكبارى، وخلع ما بها من أسياخ حديد، وبيعها خردة..

وكانوا ينوون المزيد من التفكيك، والتخريد، والتخريب، لولا مرور مهندس بالهيئة العامة للكبارى والطرق ليكتشف بالصدفة هدم اثنين من كبارى السيول فى أطفيح.. وتوالت الأحداث صاخبة.

قواعد العشق أربعون، وقواعد السرقة أيضًا أربعون، جميعها اجتمعت فى القصة أعلاه «كبارى مخرات السيل» بأطفيح/ جنوب الجيزة.

قصة صحفية بالغة الطرافة، كتبها الزميل «محمد القماش» فى «المصرى اليوم»، تدخلك باب أغرب القضايا، وهو مسلسل إذاعى قديم كان معنيًا بالقضايا الغريبة والعجيبة، الله يرحمه العم «عبده دياب» كان يكتب المسلسل ويخرجه أيضًا.

القاعدة الأولى فى السرقة ليس هناك شىء لا يستحق السرقة، حتى مخرات السيول، كبارى المخرات المعدنية عادة تُسرق قبل اندياح السيل فى جدب الرمال.

والثانية نام الحارس فرتع اللص، والحارس فى أطفيح لم ينم على ودنه بل شريك مشارك بحماسة وبجعل مالى مقدر مقابل خدماته.

والثالثة اللص يبغض القمر، فى أطفيح والقرى المجاورة عادة ما يسرقون مخرات السيول قبل الخرير، فى الليالى المظلمة، والقمر محاق!!

معلوم المال السايب يعلم السرقة.. وكبارى المخرات أصلًا مفاصلها سايبة ومخلعة ومهملة من السيل للسيل.. جد تغرى بالسرقة.

سرقة كبارى مخرات السيول بأطفيح قصة خيالية أبطالها خياليون، من كوكب زحل، تفكرك بعصابة «القناع الأسود» فى مدينة البط الذين يخططون لسرقة خزنة العم دهب (من مجلدات ميكى).

سرقة كبارى أطفيح أقرب فى تفاصيلها لسرقة برج إيفل، ‎عام 1925، على ما يذكر تاريخ النصب، قرأ النصاب الشهير «فيكتور لوستيج» فى صباح أحد الأيام أن سلطات مدينة باريس تشكو من تكاليف صيانة «برج إيفل» والإشراف عليه مما أعطاه فكرة مبدعة.

متنكرًا بزى وزير فى الحكومة الفرنسية، تواصل «ولستيج» مع 6 من تجار المعادن، داعيًا إياهم إلى تفكيك البرج وبيعه كخردة بعد شرائه منه، مدعيًا أن هذا البرج القبيح لم يكن مرغوبًا به كمعلم أساسى فى وسط باريس.

اعتنى «ولستيج» بالتفاصيل، وقام بأداء تمثيلى رائع، وخلال فترة قصيرة كان فى طريقه إلى فيينا حاملًا حقيبته الممتلئة بالنقود (وكررها مرتين، وصار يُلقب بالرجل الذى باع برج إيفل مرتين).

سرقة أطفيح تحيلك مصريًا إلى فيلم «العتبة الخضراء» عرض عام 1959، بطولة صباح وأحمد مظهر وإسماعيل ياسين، تأليف جليل البندارى، وإخراج فطين عبدالوهاب.

قصة الفيلم، شاب ساذج من الصعيد، مبروك مبروك أبومبروك، يلتقى فى القاهرة بشاب وسيم (يوسف)، وهو فى الحقيقة محتال يوهمه بأن فى إمكانه أن يبيع له ميدان العتبة الخضراء. يصدق (مبروك) وقريبته (عديلة)، ويضعان كل أموالهما فى صفقة العتبة الخضراء (برجاء مشاهدة الفيلم).

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى