مقالات

حمدي رزق يكتب: هدية وزيرة الثقافة

حمدي رزق يكتب: هدية وزيرة الثقافة

حمدي رزق يكتب: هدية وزيرة الثقافة
حمدي رزق

أهدت الدكتورة «نيفين الكيلانى»، وزيرة الثقافة، إلى «أحمد عيسى»، وزير السياحة والآثار، مقصدًا سياحيًا واعدًا، نجاح مصر فى تسجيل ملف احتفالات رحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للإنسانية فى منظمة «اليونسكو».

ما يُترجم رسالة سلام ومحبة وأمن من الأرض التى احتضنت العائلة المقدسة وأعادت إحياء مسارها وحافظت لسنوات طويلة على الاحتفاء برحلتها إلى مصر.

فرصة سياحية نادرة وسنحت، وقداسة البابا «تواضروس الثانى»، بابا الإسكندرية، وجّه دعوة عالمية للحجيج المسيحيين من حول العالم لزيارة الأرض التى باركتها العذراء مريم تحمل وليدها المسيح عليه السلام.

والبابا «فرنسيس»، بابا الفاتيكان، بكرمه وفّر علينا نصف الطريق، واعتمد رحلة العائلة المقدسة فى قلب الحجيج الكاثوليك، هكذا اجتمعت البركات والتبريكات، مستوجب توفر وزارة السياحة والآثار على ملف «مسار العائلة المقدسة فى مصر» كأيقونة حج مسيحية إلى مصر.

تاريخيًا اعتماد الكنيسة المصرية والفاتيكان مسار العائلة المقدسة أهم حدث سياحى حظيت به مصر يومًا، لم تحظ السياحة المصرية بدعم بابوى عالمى على هذا المستوى الرفيع على مدار تاريخها الحديث.

لا أفهم فى السياسات التسويقية التى تُدار بها مثل هذه المقاصد السياحية المهمة، ولا كيف يتم تسويقها بين الحجيج المسيحيين داخل وخارج مصر، ومن حول العالم.

داخليًا، البابا «تواضروس» يطوف كل عام بمحطة من محطات الرحلة مناديًا عليها، وعالميًا مباركة البابا «فرنسيس» تعنى توجيهًا فاتيكانيًا لنحو مليار مسيحى كاثوليكى حول العالم للحج إلى مصر.

البابا فرنسيس لفت أنظار نصف مسيحيى العالم إلى رحلة العائلة المقدسة فى الأراضى المصرية، سيطلون بأنظارهم على الخريطة لاستكشاف محطات الرحلة المقدسة التى اعتمدها البابا فرنسيس بكرم بابوى فى الرابع من أكتوبر ٢٠١٧.

الأسئلة تتداعى على العقل، هل جرى الترويج لهذه الرحلة المقدسة مثلًا فى البرازيل باعتبارها حاضنة أكبر عدد من المسيحيين الكاثوليك فى العالم، وكذا المكسيك والفلبين والولايات المتحدة وإيطاليا؟

استثمار العطفة البابوية الفاتيكانية فى روما، ومثلها العطفة البابوية الأرثوذكسية فى الإسكندرية، واجتماعهما على قداسة المسار ويعدونه حجًا مقدسًا، هذا ثقل دينى لمقصد سياحى اسْتِثْنائى، مثل هذا المقصد الذى يشبه النهر الجارى، لابد أن تتوفر عليه حكومة المهندس مدبولى لتوفير ما يلزم لإحياء المسار المبارك.

مثل هذا المسار المقدس إذا أُحسن استثماره واستغلاله عالميًا ستجنى مصر من وراء هذه الرحلة المباركة ما تجنيه العربية السعودية فى موسم الحج سنويًا.

المسيحيون متشوقون لتتبع رحلة العائلة المقدسة فى الأرض الطيبة، والبابا فرنسيس أدى رسالته الدينية تجاه مصر كاملة باعتماد الرحلة التى حُققت من قبل الفاتيكان ووُثقت تاريخيًا ودينيًا، ولكن هل أدينا نحن نصيبنا من الرسالة؟

أخشى أن الرسالة لم تحقق بعد، أشك أن وزارة السياحة المصرية بلغت البرازيل أو المكسيك أو الفلبين بملصق دعائى واحد!

بين أيدينا منتج سياحى جديد تمامًا، بكر لم تطأه قدم بعد، منتج سياحى معتمد من قبلة الكاثوليك (الفاتيكان)، وبين ظهرانينا الكنيسة الكاثوليكية «الوطنية» التى يمكن أن تضطلع بدور حيوى فى دعوة الكاثوليك من حول العالم للحج المسيحى إلى مصر استجابة لدعوة بابا الفاتيكان.

مثل هذه الاستراتيجيات السياحية تحتاج إلى احترافية عالمية، ترويج الحج المسيحى إلى مصر يحتاج إلى فكر احترافى خارج الحدود، كم مكتبًا سياحيًا مصريًا، بل كم وفدًا سياحيًا مصريًا يتكلم لغتهم بلغ حدود القارة الأمريكية الجنوبية البعيدة ليروج رحلة العائلة المقدسة؟!

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى