ماذا لو انقطعت الكهرباء للأبد
كتب/ د. محمد كامل الباز
فى ظل تلك الأجواء الحارة التى تعيشها البلاد وبعد أن أعلنت الحكومة عن ترشيد الاستهلاك بقطع الكهرباء ساعة على الأقل فى معظم المحافظات بالتناوب، أخذت أسافر بخيالي فى تلك الفترات التى نعيشها بدون كهرباء، درجة حرارة عالية، أجواء صعبة، الجسم يمتلىء عرقا، نعد اللحظات الواحدة تلو الأخرى حتى تعود الكهرباء وتعود معها حياتنا الطبيعية ولكن تساءلت …. ماذا لو انقطعت الكهرباء ولم ترجع ؟ هل يمكن هذا ؟
للأسف ممكن جدا وهى نهاية محتومة لجزء كبير من أهل الأرض ليس فقدان الكهرباء فقط بل فقدان كل شىء، ليس العيش بدون مرواح أو تكييف لمدة ساعات بل المكوث الدائم فى نار لا تبقي ولا تذر، مشهد فى غاية الصعوبة ومن المستحيل تخيله ولكن مع استمرار انقطاع الكهرباء تذكرت تلك النهاية المأساوية لقسم من أهل الأرض، ذلك القسم الذى استكبر عن أوامر الخالق وضرب بها عرض الحائط، الذى قابل أوامر وحدود خالقه بمنتهي الجحود والنكران وكان رده دائما ( أنا حر)، فريق استهزأ بأوامر الله و أيقن فى قرارة نفسه أن شرع الله ما هو إلا ارتداد للوراء وقرر أن عقله وتدبيره أفضل من تدبير الخالق، تلك الجزء الذى أخذ يسخر من حياة الرسول والسابقين ويخرج علينا بأن حياة المصطفي لا تناسب عصر الذرة والفضاء، ذلك العقل الذى عجز عن إيجاد حل لانقطاع الكهرباء يوميا، الأن يشكو و يأن من شدة الحرارة فى غياب الكهرباء يعاني الأن من فقدان المراوح والتكييف لمدة ساعات ولكنها ليست شىء بالنسبة للفقد الأكبر يوم القيامة، لكل متكبر متجبر يسخر من آيات الله، لكل عاص يجهر بالمعاصي ويستحل محارم الله، لكل هيئة أو منظمة تريد نشر الفسوق و الآثام، تريد تقنين الزنا والشذوذ تحت مسمى الحرية، عليكم بالتأمل والتفكر فى تلك اللحظات التى تجلسوا فيها داخل بيوتكم معززين مكرمين تحت ظلال سقف حجرة خاصة، لكنك لا تستطيع تحمل فقط انقطاع الكهرباء !! ارجع لرشدك و تبْ لخالقك لأن هناك مصير أصعب ينتظرك ليس به انقطاع جزئي للكهرباء ترجع بعده، بل به انقطاع كلي بكافة سبل الحياه، نار مؤصدة لم تتحمل ما هو أخف منها مئة مرة فى الدنيا فماذا ستفعل فى الآخرة ؟ خذ العبرة والعظة فى أوقات السلم حتى تكون مستعد فى أوقات الشدة والعزم، الان تعود الكهرباء بعد ساعات ولكن غداً ربما لا تعود ولو لحظات.
