إنتبهوا يا أصحاب العقول
بقلم: ريهام مرتضي البنا
من منا لم يخطئ فكلنا مخطئين ولكن هناك فرق كبير بين شخص يعلم ويعرف جيدا خطأه وشخص آخر يجعل لأخطائه مبررات ومسميات أخري، وهنا أتحدث إليكم عن الغدر وما قيل فيه، إن الغادر مذموم في الدنيا ، وهو كذلك عند الله تعالى، وسيفضحه على رؤوس الخلائق يوم القيامة. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرًا من إمام عامة ”
يعني الغدار هيتفضح يوم القيامه علي الملأ يحمل علم عليه غدرته سواء خيانه أو سرقه أو تشويه سمعه أو إفتراء ، الغدار يضع لنفسه مبررات يسكن بها ضميره لكن يوم القيامه الموضوع منتهي الغدر هو الغدر فالذنب معروف والمبدأ لا يتجذء والغدر ليس له مبررات ولو لم يكن ذنب عظيم ماخصه الرسول في كلامه وأحاديثه لينبهنا من الوقوع في هذا الفعل الشنيع ، فينبهنا الرسول من الغدر وسوء عاقبته .
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: يقول الله عز وجل: ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، يعني: رجلٌ أعطى العهودَ ثم غدر، الله خصمه يوم القيامة، ومَن كان الله خصمه خُصِمَ -نسأل الله العافية. رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنه خدعه، ولد من أولاد الناس باعه وقال: هذا عبدٌ لي، مملوك، وكذب.
فالصديق الذي يغدر بصديقه ليوصله لمرحلة الإكتآب بسبب تشويه سمعته . والزملاء الذين يغدرون بزميلهم ويوصلوه لمرحله القتل . وغدر الأقارب فيما بينهم وتشويه سمعة بعضهم البعض والأذي الذي يتعرض له الشخص المغدور به نفسيا وماديا .
غدر الزوج لزوجته بالتحدث عنها بسوء أمام أصدقائه وأقاربه . والتعرف علي غيرها بدون علمها ويسمح لنفسه التقرب والتعرف والجلوس مع غيرها حتي لو وصل لمرحله الزواج فما قبل الزواج من لقاءات وخروجات ومحادثات وتعارف هذا غدر للزوجه الأولي لأنه يحدث دون علمها .
وإذا إنقلبت الآيه ، وإكتشف الزوج أن زوجته تتعرف علي شخص وتقابله بنيه الطلاق من الأول وزواج الثاني ماذا يشعر الزوج في هذه الحاله ؟؟؟ أكيد يشعر بالخيانه والغدر وكل المشاعر السيئه ويعطي للمسميات حقها وزياده فالغدر والخيانة هنا واضحين جدا . وهل الزوج يسمح بذلك ؟؟؟؟أن تتعرف زوجته التي تبيت نيه الطلاق أو الخلع أن تتعرف علي آخر وتخرج معه وتبلغه حين الطلاق او الخلع أو لا تخبره أصلا مثلما يفعل فهو يبيت نية الزواج بغيرها ولا يخبرها أصلا .
فالغدر والخيانه كما يشعر بها الرجل تشعر بها المرأة فهي ليست أقل مشاعر من الرجل .
وفي النهاية الغادر سيغدر به من صديق أو شريك أو قريب وهذا عقاب الله في الدنيا غير عقاب الآخرة ، حتي لو وضع لنفسه مبررات ومسميات .. فليحترم كلا منا مشاعر من حوله وليتقي كلا منا الله الذي مرجعنا جميعا إليه .
