العطور وتأثيرها السلبي على جودة الهواء: رائحة جميلة… لكن بثمن خفي

كتبت: دنيا أحمد
يستخدم الكثير من الناس العطور ومُعطرات الجو بشكل يومي، سواء لتعطير المنزل أو الجسم أو الملابس. فرائحة العطر تُضفي إحساسًا بالنظافة والانتعاش، لكنها قد تحمل تأثيرات خفية على جودة الهواء من حولنا. فبعض مكونات العطور تحتوي على مركبات كيميائية قد تساهم في تلوث الهواء الداخلي وتؤثر على الصحة بطرق غير متوقعة. في هذا المقال، نسلّط الضوء على التأثيرات السلبية للعطور على جودة الهواء، ولماذا يجب التعامل معها بحذر.
1. المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)
العطور، سواء كانت عطور شخصية أو معطرات جو، تحتوي غالبًا على مركبات عضوية متطايرة تُعرف بـ(VOCs). هذه المركبات تتبخر بسهولة في الهواء وتنتشر بسرعة، لكنها قد تتفاعل مع ملوثات أخرى في الجو، مثل أكاسيد النيتروجين، لتكوّن الأوزون الأرضي، وهو أحد مكونات “الضباب الدخاني” الذي يضر بالجهاز التنفسي.

2. تلوث الهواء الداخلي
عكس ما يُعتقد، فإن تلوث الهواء لا يقتصر على الخارج فقط. بل إن استخدام العطور بكثرة داخل المنازل أو المكاتب يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية في الهواء الداخلي، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل:
• تهيّج العينين والأنف والحنجرة
• صداع
• ضيق في التنفس
• تحسّس جلدي أو تنفسي خاصة لدى مرضى الربو أو الحساسية

3. خطر التعرّض المزمن
الاستخدام المتكرر والمطوّل للعطور قد يؤدي إلى تراكم مواد كيميائية ضارة في الجسم، مثل الفثالات (Phthalates) التي تُستخدم لتثبيت الرائحة. هذه المركبات ارتبطت بمشاكل هرمونية وتناسلية في بعض الدراسات.
4. التأثير على الأطفال والرضّع
الأطفال أكثر حساسية للملوثات، واستنشاقهم لعطور قوية أو مُعطرات جو قد يؤثر على نمو رئاتهم أو يسبب حساسية مبكرة. لذلك يُنصح بالحد من استخدام هذه المنتجات في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بكثرة.
5. البدائل الآمنة والطبيعية
لحسن الحظ، هناك بدائل أكثر أمانًا للعطور الكيميائية، مثل:
• الزيوت العطرية الطبيعية (مثل اللافندر والنعناع)
• التهوية الجيدة بدلاً من تغطية الروائح
• نباتات منزلية تنقّي الهواء مثل الصبار أو اللبلاب

في النهاية، رغم أن العطور تضيف لمسة من الجمال والانتعاش إلى يومنا، إلا أن استخدامها المفرط قد يؤثر سلبًا على جودة الهواء وصحة من حولنا. الاعتدال في استخدامها واختيار البدائل الطبيعية يمكن أن يوفّر بيئة أكثر نقاءً وأمانًا.






