مأساة تيمور تيمور.. رحيل مفجع يفتح ملف “أمان الشواطئ” في مصر

كتبت / مايسة عبد الحميد
خيمت حالة من الحزن العميق على الوسط الفني بعد وفاة مدير التصوير الشاب تيمور تيمور، إثر حادث غرق مأساوي في مياه البحر بمنطقة سيدي حنيش، حيث كان يقضي إجازته برفقة أسرته.
الحادث الذي هز مشاعر الجميع لم يكن مجرد واقعة قدرية، بل كشف عن ثغرات كبيرة في ملف سلامة الشواطئ وإجراءات الإنقاذ. فقد انقلب القارب الصغير الذي كان يستقله الراحل مع ابنه، فاندفع تيمور لإنقاذ طفله ودفعه إلى بر الأمان، بينما تمكن المتواجدون على الشاطئ من انتشال الابن، لكن الأب غرق قبل أن تصل إليه أي وسيلة إنقاذ.
شهود عيان أكدوا أن البحر بدا هادئًا في البداية، لكن تيارات السحب المفاجئة والموجات العميقة لعبت دورًا رئيسيًا في وقوع الكارثة، وسط غياب وسائل إنقاذ سريعة أو فرق مجهزة للتعامل مع مثل هذه المواقف الطارئة.
الإعلامية لميس الحديدي وصفت الحادث بأنه “مأساة تصيبنا جميعًا بالألم وأحيانًا بالغضب”، مؤكدة أن مثل هذه الحوادث تفتح الباب أمام ضرورة إعادة النظر في قوانين الترخيص والرقابة على الشواطئ، تمامًا كما هو الحال في تراخيص البناء والتأمين الإجباري للسيارات.
وأضافت الحديدي: “لا يعقل أن تُنفق المليارات على البنية التحتية والفنادق والمنتجعات، بينما تظل حياة المصطافين مهددة لغياب قواعد الإنقاذ والسلامة. يجب أن تكون هناك منظومة إلزامية لمراقبة الشواطئ وتوفير فرق مدربة وجاهزة للتدخل السريع”.
رحل تيمور تاركًا خلفه مأساة إنسانية كبرى، لكنه أيضًا سلّط الضوء على قضية خطيرة تتعلق بسلامة المواطنين والسياح على السواحل المصرية. فهل تكون هذه الحادثة القاسية بداية لتغيير حقيقي، أم تُترك لتتكرر سنويًا؟
رحم الله الفقيد، وألهم أسرته الصبر والسلوان، وخاصة طفله الذي سيحمل إلى الأبد ذكرى أبٍ ضحى بحياته من أجله.






