“الحق و الخير و الجمال”… كلمات من دفتر الذكريات
بقلم/ دينا شرف الدين
عجبت لك يا زمن ، فيومٍ بعد يوم يزداد حجم اندهاشي و تتضاعف أسباب حيرتي من انقلاب الأوضاع و تدني المستويات في كل شئ علي الإطلاق، فهل ما زلت بعقلي أم أنني فقدته في ظل هذا المناخ المزدحم بالمفاجآت و السخافات و السلوكيات التي تستدعي الجنون!
فقد تربينا علي قيم و مبادئ و أخلاقيات عامة يعرفها الجميع فالحق بيّن و الباطل بيّن ، و لا مجال لأي لبس بينهما .
أما الآن في زمن الباطل الذي فرض نفسه بقوة ليحل محل الحق و العدل و الخير و الجمال بكل تبجح و استقرار لتجد الناس أنفسها شيئاً فشيئاً قد تأقلمت و تقبلت و تدهورت ذوقياً و أخلاقياً و علمياً ، فيحل كل خبيث محل كل طيب و يتحول بفعل الواقع إلي شئ طبيعي مُتقبل و مألوف اجتماعياً .
ينطبق كلامي علي فساد الذوق و سوء الإختيار و إعلاء قيمة القشور و اللاشئ علي حساب كل ذي قيمة !
فعلي سبيل المثال فقط :
لفت انتباهي مؤخراً خبراً تتداوله غالبية المواقع الإخبارية عن إحتفالية بجهة مرموقة بأحد أفخر الفنادق المصرية بحضور شخصيات رفيعة المستوي ، و تكريم عدد كبير من نجوم الفن بالإضافة إلي تنصيب بعضهم سفراء للنوايا الحسنة !!
و بالطبع كان علي رأس المنصبين فنانات لا تمتلك من الفن شئ سوي العري و الإساءة لهذا المسمي الرفيع !
فكيف و لمصلحة من و هل من المنطق أن يكون التقييم و الإختيار بهذا الحد من العشوائية و عدم التدقيق فيتحول الأمر إلي شئ مقزز خالي من المصداقية و الأهمية !
فبأي مقياس تكون الفناناتان المختارتان لتكونا سفيرتان للنوايا الحسنة علي هذا المستوي من الإستفزاز ، هل يكون ذلك لإسعاد صاحب السمو الفلاني و سمو الشيخ العلاني بغض النظر عن قيمة هؤلاء الفنية و رصيدهن الفني الذي يؤهلهن بحق لهذا الإختيار !
و لم العجب :
فتلك هي أهم سمات العصر ، إعلاء قيمة الأنصاف و الغير موهوبين و تهميش القامات و المؤهلين ، فلم تعد هناك معايير تحكم. أي شئ من أي نوع !
أعزائي :
كفانا تدني و زيادة انحدار ، و إفساد للذوق و إطاحة بقيم كادت أن تختفي كالحق و الخير و الجمال ،
فلم يعد هناك حق بعدما أطاح به الباطل و استقر مكانه و لم يعد هناك خيراً في زمن اعتلي فيه الشر و المكائد أعلي و أرفع المناصب و لم يعد هناك جمال بعدما اعتادت أعيننا و آذاننا علي رؤية و سماع. كل ما هو قبيح !
ليصبح الحق و الخير و الجمال
كلمات من زمن فات .