حمدي رزق يكتب.. إنْجِغّة يا نونو انْجِغّة»!!
وإذ فجأة، والمناقشات محتدمة فى مجلس الشيوخ حول إجازة الوضع فى مشروع قانون العمل الجديد، زعق شيخ حكيم (النائب محمد فريد) بفكرة مستوحاة من اسكتش «كتوموتو يا حلوة يا بطة» من محفوظات ثلاثى أضواء المسرح، لسان حال جموع الآباء الحاضنين، زاعقًا يا قوم: «نحن بحاجة إلى إجازة أبوية لمدة ٧ أيام متصلة أو متقطعة فى الشهور الستة الأولى لرعاية المولود…».
كلامه فى الشتاء فاكهة، وعلى خلفية وأوأة طفل فى المهد، خرجت الجموع هادرة من وراء الزعيم محمد فريد (الثانى وليس الأول) تهتف قبالة مجلس الشورى العريق، إنْجِغّة يا نونو انْجِغّة، يا صغير انْجِغّة، حيث ثبت علميًا أن أول كلمة ينطقها الطفل هى كلمة إغّة.
النائب الفريد من نوعه أبوقلب خسّاية يرق على غلافه، يعبر عن قطاع من الآباء الحنينين، جمع حنين، بضم الحاء، كيف تتحصل الأم على إجازة وضع، وإجازة رعاية طفل، وساعة رضاعة، والأب الملهوف على «إنْجِغّة» مرة واحدة نهارًا محروم من هدهدة الصغير، نفسه ياخده فى حضنه، يضمه على وقع كلمات نانسى عجرم: تعالى يا شقاوة يا صغير.
الفكرة ليست غريبة، مطلب قديم متجدد من أيام طيب الذكر أحمد عدوية، الذى فجّر القضية فنيًا فى أغنية تاريخية يقول مطلعها:
السح الدح امبو
إدى الواد لأبوه
يا عينى الواد بيعيّط
صعبان عليَّا الواد
شيل الواد من الأرض إدِّى الواد لأبوه
فريد عصره، نسج فكرته اللوذعية من بنات أغنية «خلى بالك من الواد» من لوذعيات مهرجان إمبابة.
الريس بيرة كان مستشرفًا لفكرة الزعيم محمد فريد، ولو مش مصدقين راجعوا الأغنية التاريخية التى تحدثت عن عذابات الرضع دون رعاية أبوية:
الواد عطشان إسؤه
الواد لسه فى اللفة
وعامل له زيطة وزفة
وده خَلّا العأل استكفا
إكمنه شبه أبوه
شخصيًا مع النائب الشيخ فريد حتى باب مجلس الشيوخ، لسان حال الآباء، نفسنا فى «إنْجِغّة»، المساواة عدل، وتمكين رجل من حضن وليده حق من حقوق الإنسان، وحرمانه من إجازة الرضاعة مخالف للدستور، ولن نزيد فى طلب الحق فى المساواة، الرجل كالست، والولد زى البنت، والمولود ابنه كما ابنها، ولن نسمح للسيدات باحتضان المولود وحدهن، شراكة فى المهد وحتى اللحد.
مهمة النائب الشيخ أن يحس بحرمان الآباء، أحسنتَ يا شيخنا الجليل محمد أفندى فريد، لا فُضَّ فوك ولا عاش شانئوك ولا بُرَّ مَن يجفوك ولا عدمك مُحِبّوك ولا عاش حاسدوك، الحمد لله الذى سخر لنا الشيخ الجليل لينافح عن معشر الآباء، الذين حُرموا طويلًا من نظرة أولى من طفل فى المهد.