دينا شرف الدين تكتب: ملحمة وطنية بتوقيع شعب مصر
كما هو المتوقع من شعب مصر العنيد، في مختلف المواقف المهمة، التي تكتب بالخطوط العريضة في سجل صفحات التاريخ المصري، قد وثق المصريون حدثاً مهما ينضم للأحداث الكبيرة، وهو الخروج بكثافة غير مسبوقة، هي الأولى من نوعها لاختيار الرئيس وتقرير المصير، في ضربة موجعة لطوائف المشككين ولجان الحقد والكارهين ومراقبة دولية لا يسعدها مرور العملية الانتخابية بسلام دون تجاوزات أو أخطاء.
فقد شاركت وأسرتي وأصدقائي وكل من يحيط بي من معارف، دون أي تردد أو تخاذل، وبإصرار غير مسبوق، لأننا نعلم جميعاً ما يحيط بمصر من تربصات وتصيدات وانتهازات لأي فرصة قد تكون ذريعة لأي تدخل.
إذ أن الشعب المصري كله الذي خرج عن بكرة أبيه، من مختلف الأعمار والطبقات اللجتماعية يعلم جيداً أن خروجه ومشاركته بهذه الكثافة، نوع من أنواع المقاومة الشعبية في وجه مخططات بعينها، كانت تستهدف إحداث الشقاق بين المصريين عن طريق الضغط عليهم اقتصادياً و تطويقهم بأزمات مفتعلة لعلها تؤتي أكلها، والذي لم ولن يحدث أبداً لطالما فطن المصريون لهذه المؤامرة المتبعة منذ عقود.
حتى أن بعض الفئات التي كانت منذ فترة تجنح إلى السلبية، فقد تغير موقفها، بعد تلك الأحداث التي تستهدف مصر، لنتأكد جميعاً ويتأكد من بنفسه شك أن المصريين حتى وإن اختلفوا بمواقفهم تجاه بعض القضايا بالأوقات العادية، تجدهم ينبذون أية خلافات ويتجاهلون أية مشكلات ويتوحدون على قلب رجل واحد في وجه أية تهديدات قد تمس أمنهم وسلامة أراضيهم وهيبة بلادهم، والذي إن أردنا التعبير عنه جيداً باللغة الدارجة في الأمثال الشعبية سيتلخص بـ: “أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب”.
نعم، فقد انتهينا من التصويت وننتظر النتائج الرسمية والتي غالباً نعلمها علم اليقين، ونتمنى التوفيق والسداد وإتمام مسيرة التنمية وحزمة الإنجازات الكبيرة التي تحقق معظمها وتبقى بعضها قيد الاكتمال، ونتمنى الفترة القادمة مزيداً من الدعم و الحماية للمواطن فيما يخص مستوى معيشته وتمكينه من العيش بكرامة دون عوز وعناء، ومزيداً من الرقابة على الأسواق وجشع المستغلين وطائفة الفاسدين.
نهاية: شكراً لشعب مصر الذي سطر بصفحات تاريخه الطويل ملحمة وطنية جديدة تحمل توقيعه المميز.