عالم المرأةمقالات

عالم النجوم توثق سجل عطاء سيدات مصر في ذكرى الاحتفال بيوم المرأة العالمي

عالم النجوم توثق سجل عطاء سيدات مصر في ذكرى الاحتفال بيوم المرأة العالمي

عالم النجوم توثق سجل عطاء سيدات مصر في ذكرى الاحتفال بيوم المرأة العالمي
إنجي الحسيني

الكاتبة / إنجي الحسيني 

المرأة المصرية لها سجل تاريخي محفوظ على جدران المعابد والمسلات وكافة جدران ولوحات وأدوات المصري القديم، وهذا الأمر دليل علي قوة وأهمية المرأة المصرية فهي التي صنعت مجد هذا الوطن، بل وتخطت خطوط الحدود لتكون رمز الرقي في شتى نواحي الإبداع الأدبي والعلمي والفكري بما تملكه من حجة وقوة تعبير ومعرفة لا متناهية بكل علم جديد وفق متطلبات سوق العمل وفي كل مجالات العلم والفن والثقافة والابداع.

وبالطبع لم تكن المكانة التي وصلت إليها المرأة أمرًا جديدًا على المجتمع المصري، فالتاريخ الذي سجله المصري القديم على جدرانه قد سطر دور المرأة وأهميتها داخل الحضارة المصرية القديمة، مما يبرهن على أن تقدم المجتمعات لم يكن ليحدث إلا بتصدر المرأة لجميع المشاهد الاجتماعية والسياسية حتى وصلت لدرجة التقديس فظهرت بعض المعبودات في عهد الفراعنة من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، فكانت “إيزيس” رمزا للوفاء والاخلاص والارادة في التمسك بالمحبوب واسترداد الابن “حورس” لحقوقه المسلوبة.

أما “حتحور” فهي إلهةً للحب والعطاء وللأمومة، وصورت كامرأة بملامح حنونة لها أذني البقرة، وكامرأة تحمل على رأسها تاجاً له قرنين والشمس بينهما لتأكيد فكرة الإلهة الأم التي تجسد الطبيعة وكل معاني السعادة من موسيقى وصخب وخصوبة. 

أما” إياح حتب” فهي نموذج مصري مميز للسيدة المصرية فهي الزوجة والأم وأول امرأة في التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة لتقاتل المحتل فتخسر في سبيل ذلك زوجها وأولادها حتى واصلت كفاحها مع ابنها الملك “أحمس” من خلال حرب تحرير الأرض والتخلص من الهكسوس، واعترافا بفضلها وشجاعتها منحها وسام (الذبابة الذهبية) كأم وقائدة عظيمة وهو أعلى وسام عسكري في الدولة في ذلك الوقت؛ تقديرًا لدورها البطولي في المعارك من أجل تحقيق النصر.

وها هي ” حتشبسوت” الملكة القوية والمرأة الطموحة الذكية وأعظم نساء عصرها وأهم ملكة حكمت أرض مصر، حيث تميز عصرها بالسلام والازدهار وتحسنت قوة الجيش وزاد تأمين الحدود المصرية وتوطدت العلاقات والصلات الدبلوماسية والتجارية مع الدول المجاورة. ولعل الانشاءات المعمارية وخاصة معبدها الجنائزي الشهير في الدير البحري بما يحمله من تصميم فريد ونقوش رائعة فهو خير شاهد على عظمة واستقرار فترة حكمها حيث سجل التاريخ حجم البعثات السلمية التي تم إفادها للدول المجاورة، وفي عصرها تم فتح مناجم الفيروز في سيناء وزادت الحملات العسكرية لبلاد النوبة لتخلد اسمها بين أعظم حكام الدنيا .

 أما الملكة “تي” زوجة الملك أمنحتب الثالث، فهي أقوى ملكات الأسرة الثامنة عشر، وأم الملك “أمنحتب الرابع”، الملقب بأخناتون وتميزت بحكمتها وشخصيتها البارزة داخل الحياة الملكية اقتصاديًا وسياسيًا وكانت نائبة عن الملك في الاحتفالات ولعبت دورًا رئيسيًا في تنصيب ابنها أخناتون، على عرش مصر واختيار عاصمة جديدة هي “تل العمارنة”.

وبالطبع لم تكن تلك الأدوار التي لعبتها المرأة في الحضارة المصرية القديمة، إلا نماذج رمزية توضح أهمية دور المرأة في بناء المجتمعات المتقدمة، ولم تكن أسماء الملكات إلا أدوار سجلها التاريخ على جدران المعابد وقد تكرر عطاء المرأة المصرية على مر العصور والأزمنة، مهما تغيرت الاسماء والوجوه وتظل المرأة المصرية عظيمة فيما تقدمه من أدوار تجسد حجم التفاني والإخلاص وتسجل حجم ما تتحمله المرأة من أعباء الحياة، ومازالت تتقدم فيما وصلت له من مناصب سياسية واجتماعية وكيف لا وهي قد امتهنت أصعب المهن ولا ينسي التاريخ ما ضحت به كل أم من نبض قلبها وفلذات أكبادها ليكونوا شهداء من أجل حفظ تراب هذا الوطن وسيظل العالم كله لينظر لحجم ومكانة المرأة المصرية بما قدمت وتقدم من عطاء دائم ونجاح مستمر.

عالم النجوم توثق سجل عطاء سيدات مصر في ذكرى الاحتفال بيوم المرأة العالمي
يوم المرأة العالمي

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى