مقالات

حمدي رزق يكتب: ولو منحوك الذهب..

حمدي رزق يكتب: ولو منحوك الذهب..

حمدي رزق يكتب: ولو منحوك الذهب..
حمدي رزق

لفتنى بيان حزب «التجمع التقدمى الوحدوى»، يحذر قادة «الحركة المدنية»، مطالبا إياهم بموقف حاسم من محاولات إعادة جماعة الإخوان «الإرهابية» إلى المشهد السياسى مجددا.

بيان مهم، على وقته كما يقولون، والانتخابات الرئاسية على الأبواب، مهم قراءة البيان الشجاع بصوت عال، والتوكيد على حروفه، وتبين فحواها. 

التجمع يذكر والذكرى تنفع المرشحين جميعا، نصا من البيان: «تابع الحزب أنباء اجتماع قادة الحركة المدنية مع (… ) باعتباره مرشحا محتملا للرئاسة، والذى كشف عن نيته، حال فوزه، إعادة جماعة (الإخوان الإرهابية) إلى المشهد السياسى مرة أخرى»!!.

حزب التجمع يحذر، ويؤكد موقفه الثابت والتاريخى برفض وجود الجماعة الإرهابية بأى صورة من الصور، ويُذكّر الجميع بموقف الشعب المصرى بخروجه فى ثورة (30 يونيو) العظيمة لإسقاط حكم المرشد.

الحزب الذى يستبطن الضمير الجمعى لعموم المصريين على قلق من ردود الأفعال غير الواضحة لبعض قادة الحركة المدنية تجاه ما كشف عنه (المرشح المحتمل للرئاسة)، خاصة أنه ينتمى لفصيل سياسى مؤسس للحركة.

تقدير الحزب لموقف هؤلاء القادة بالمشاركة فى ثورة 30 يونيو، وانطلاقًا من حرصه على استمرار التحالف الرافض تيار «التأسلم السياسى»، يأمل فى موقف أكثر حسمًا من مثل هذه التصريحات التى تتكرر منذ فترة بحجة تعزيز السلام الاجتماعى.

الحزب يكشف الغطاء، هذه التصريحات توطئة مفضوحة، وتستهدف فى جوهرها تحقيق ما تستهدفه الجماعة الإرهابية بالعودة للمشهد مرة أخرى فى تحدٍّ واضح لمشاعر الشعب المصرى.

حزب التجمع يضع الجميع، وأولهم قادة «الحركة الوطنية» ومنتسبوها، فى اختبار وطنى يستأهل ردًا حاسمًا من قادة الحركة المدنية رفضًا للإرهابية.

البيان يبان من عنوانه، وعنوان البيان التجمعى «لا لعودة الإرهابية»، حزب التجمع ضميره الوطنى صاحى، لم يختن مبادئه فى المضاجع الإخوانية، ولايزال يقف زنهار يقظًا على خطوط التماس، محذرا من «حصان طروادة» الذى حمل عسس الخيانة فى بطنه لتسقط حصون المدينة المنيعة وتحترق أعلامها.

مهم بيان حزب التجمع، أخشى «موالسة سياسية» فى الخفاء. جد يستعصى علىَّ الفهم ما الذى يجمع بين نفر من الناصريين وفلول الإخوان الإرهابيين، متناسين مقولة قالها زمان خالد الذكر جمال عبدالناصر: «الإخوان مالهمش أمان».

الحزب يقطع قول خطيب مريب «لا للإرهابية»، ولم ينبس أحدهم حتى ساعته ببنت شفة، ولا حتى بغمزة عين.. عاملين من بنها!.

يصح القول: «إن كنتم نسيتم اللى جرى.. هاتوا الدفاتر تتقرا».. لا تصالح، ومع من تصالح؟!، مع من أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة ورموز الحركة المدنية جميعا، من ابتدروا الشعب المصرى العداء ورموه بكل نقيصة، وأهانوا شيبتنا وفضلياتنا، ولم يتركوا فرصة سنحت إلا ونهشوا لحومنا؟!.

وماذا عن الدم المراق فى سيناء، عن عائلات فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تيتموا، وعن زوجات ترملت، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد؟!.

الإخوان لا عهد لهم ولا أمان، وبالسوابق يُعرفون، وحديث المصالحة لا ينطلى على أريب، والموقف الوطنى واضح جلىّ، ما عبر عنه طيب الذكر الشاعر الوطنى «أمل دنقل» بقوله: «لا تصالحْ!..ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هى أشياء لا تشترى..».

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى