كيف نستقبل رمضان.. بقلم دكتور: ياسر أحمد العز
إنه ليترآى لنا من قريب ضيف مبارك على الله عزيز على المسلمين لا يود الطائعون مفارقته لأنه يقربهم من الله بوعظه لهم وكسر شوكة شيطانهم عليهم فأنِعم به من ضيفٍ وأكرم به من زائر .عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ “.
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر المسلمين بقدوم رمضان ..يقول ابن رجب .. ” هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان .. والبشر بقدومه لما فيه من الخيرات “.
إن كل محب يفرح بمحبوبه بل ويفرح بدقائق أموره وها هو المحبوب أشرف على القدوم وسوف يبدو هلاله متلألئا في الأفق في الليلة الأولى ليدعو كل مسلم بما دعا به نبيه المصطفى : “اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ “.
إن رمضان لم يتخلف عاما عن موعده وفي كل عام تنمو الأمنيات في قلوبنا نتمنى الرحمة نتمنى المغفرة نتمنى العتق من النار وكل منا يرتب أوراقه .. ويضبط أوقاته، ويعد أوراده ليقول لنفسه بعزيمة وهمة: أما القرآن فسوف أتمه على الأقل قراءة.
وأما الصلاة… بخشوع وخضوع… وتراويح وقيام وسنن ونوافل والجوارح ستصوم أيضاً، فلا نظرة خائنة ولا كلمة قاتلة لا غيبة ولا نميمة ولا كذب وأما العمل … فالإخلاص والجدية والإحسان ويقطع سيل الأمنيات أن نتذكر نفس الموقف في العام الماضي… ونفس الأمنيات ثم نتذكر آخر الشهر وهو يلملم حاجاته …. وينصرف مودعاً… والدموع تترقرق في العيون… والندم يلهب القلوب.مَنْ أحسنَ يندم على أنه لم يزد إحساناً ومن أساء يندم على إساءته وتفريطه يقول أحد الصالحين: الدنيا كأنها قبر لقلوبنا ويأتي رمضان بالحياة والروح من جديد وقد جاء رمضان وُعدنا إلى الحياة من جديد فماذا سنفعل فيه ؟بل السؤال المهم.. هل سيظل موقفنا مجرد أمنيات أم سنبدأ في التخطيط الجيد لرمضان. يقول الحسن البصري: إن قومًا خدعتهم الأماني يقولون نحسن الظن بالله كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل ..
إننا يجب أن نفهم جيداً أن رمضان ليس فرصة ًلتعويد النفس على الطاعة والعبادة ليس رمضان مجالاً للإمتحان أو الاختبار إما أن تنجح فيه أو تفشل ليست أيامه ولياليه الغالية و دقائقه و أوقاته وساعاته ُالثمينةُ بمُحتمِلةٍ للكسل حيناً والنشاطِ حيناً آخر بل كان ينبغي أن نجعل هذا التدريبَ وهذا الاستعدادَ للطاعة في شعبان أما رمضان فيجب أن يكون كله عبادة ًخالصة وطاعة دائمة وإنابةً كاملة إنه شهر الجنات فهل يليق بالمسلم أن يضيع أيامه في البحث عن تذكرة الدخول له فلا يحصل عليها إلا وقد غُلّقت فى وجهه الأبواب !!